سن البلوغ وكيفية التعامل معه؟

سن البلوغ وكيفية التعامل معه؟

سن البلوغ وكيفية التعامل معه؟

كيف نتعامل مع الابن والبنت عند الدخول في سن البلوغ؟

١- لم ا يقترب الولد من سن البلوغ تحث تغييرات في جسمه تغييرات هرمونية تنعكس على نفسيته وعقليته؛ فينتج بسببها سلوكاً غريباً يستهجنه الوالدان ومن حوله من ا لأقارب والجيران، ثم تتم ترجم ُة ذلك السلوك من قبل الوالدين ترجم ًة خاطئ ًة؛ تجعلهم يتخذون موقفاً غالباً مايكون سلبياً يهدم البناء التربوي الذي تم غرسه في الولد منذ نعومة أطفاره، فلا تزيده تلك التفسيرات وا لمواقف من قبل أهله إلا بعداً وتعنتاً وعناداً فلم يفهم الوالدان ما سبب ذلك؟! فمنهم من يفسره سحراً أو عيناً أو مساً أصابه، أو بسبب الصحبة الى غيرها من التفسيرات البعيدة عن حقيقة ا لأمر!

لاسیما مع الظواھر الغریبة الناتجة عن سلوك الأولاد مثل العزلة عن الأسرة والتأخر عن المدرسة ودخول المنزل، وقد یتطور الأمر إلى البكاء والاكتئاب ورفع الصوت على الوالدین ومخالفة قوانین الأسرة وقیمھا وتبدأ ظاھرة الكذب وتبریر الأخطاء والانزعاج من المواجھة أو النصیحة من قبل الوالدین والعصبیة المفرطة لأتفھ الاسباب بل قد یصل الأمر إلى ترك البیت أو البحث عن بدیل لتبریر ترك البیت ولو لبضعة أیام كالبحث عن الدراسة خارج المدینة مع وجود البدیل فیھا، أو زیارة صدیق أو رحلة مخیم- وقد یكون ذلك كلھ كذب على الوالدین- ونحو ذلك وحقیقة الأمر ھو الھروب من البیت لاشباع رغبات نفسیة تتحطم فیھا نفسیة الشاب والشابة حتى

تحد نفسھا في مستنقع آسن لم تُدرك البنت أو الابن عاقبة ذلك الأمر الفظیع. ٢- ولما يتعذر على الوالدين فهم الطريقة الصحيحة للتعامل مع

ا لابن أو البنت في هذه ا لم رحلة الحرجة كما يتعذر على الولد فهم ذلك التصرف الصادر من الوالدين بل غالباً ما يفسره ا لابن والبنت إهان ًة لهم وكره وعدم تقدير لهم، عندها تحدث فجوة كبيرة بين ا لأبناء والبنات من جانب وبين الوالدين من جانب آخر.

٣- بعد حدوث تلك الفجوة يبدأ ا لابن أو البنت بالبحث عن مكان آمن ومجتمع يحقق له وجوده ويتقبل سلوكه ويفهم رغباته وحاجته، وللأسف غالباً ما يكون اختيار ا لابن والبنت خطأً باختيار صحبة وقدوة سيئة أو صحبة تعيش نفس ا لمعاناة والهم الذي يعيشه الشاب والشابة فينفرط العقد ويزداد عن أهله وذويه بعداً وانحرافاً، وهو في غالب ا لأمر لايبحث عن قدوة سيئة أو صالحة بقدر ما يبحث عمن ُيشعره با لاهتمام وا لاحترام وتفهم حالته. ٤- تقول بعض الدراسات في تفسير تلك الحالة التي يم ُّ ر بها الشاب والشابة عند ا لاقتراب من سن البلوغ والدخول فيه أنه تنشأ عنده خ لايا في الدماغ تجعله يبحث عن الشهرة وا لمكانة في ا لمجتمع، فتجده يحاول أن يفعل شيئاً غير مألو ٍف لدى ا لأسرة أو يقلد بعض ا لمشاهير، أو ربما ُيبدع في أم ٍر

يجعله في القمة كما حدث مع البعض من الشباب والشابات الذين تم ترشيد سلوكهم وإعانتهم على ا لابداع وا لابتكار من قبل الوالدين أو من قبل أستاذ فطن عرف كيف يتعامل مع تلك ا لم رحلة،

وهذا النظام الذي ينشأ مع الولد في سن البلوغ؛ هو الذي يؤثر على تفكيره ونفسيته فلابد من التعامل معه بلغة تتناسب مع تلك ا لم رحلة،

وهيأٍشبهماتكونبفصلالشتاءومايحملهمنعواص َفثلجيٍة وبرودة وأمراض؛ مما يجعل الناس يستعدون له بما يناسبه من التدابير الوقائية والع لاجية التي تعارفوا عليها بحسب موقعهم الجغرافي وطبيعته ا لمناخية وذلك في كل عام، ثم يتبعه الربيع فتخضر ا لأ زهار وتزهو الثمار وينعم الناس بالخير، وهكذا هذه ا لم رحلة التي يمر بها جميع ا لأولاد تحتاج إلى وعي وحوار وبيان وقناة تواصل تناسب حال ا لابن والبنت والزمان وا لمكان؛ فاختلاف ا لاحوال والبيئة التي ينشأ فيها الولد ذكراً كان أم أنثى لابد من أخذه بع ين ا لاعتبار في مختلف مراحل التربية والتعليم. ٥- وبعد ثلاث سنين تظهر ع لامات النضج على الشاب والشابة حيث تبدأ الخ لايا في ا لمخ ببناء نظام ينظم سلوك الشاب والشابة بضبط النفس فيتسع عندهم أفق التفكير والنظر لعواقب ا لأمور ليستوعب تلك ا لم رحلة الحرجة ويتجاوزها بسلام. فهذه التغييرات الخلقية في الشكل وا لمضمون

هي تغييرات طبيعية تجري بقدر ا لله الذي أجرى فيه القلم على الولد لتحمل ا لأمانة؛ وهي ا لمسؤولية على تصرفاته ا لاختيارية في حياته ليشق طريقه فيها على علم وبصيرة.

وختاماً : كيف نتعامل مع هذه ا لم رحلة الحرجة؟ ١- العلم والبصيرة بذلك كي لا يقع الوالدان وا لم ربون في مغبة الجهل في التعامل مع تلك ا لم رحلة بغير وعي، وقد بینّا ذلك في الفقرات السابقة، ومن ا لمهم جداً هو الحوار معهم بما يتناسب مع عمرهم بتفسير تلك الظاهرة في الشكل وا لمضمون بالشرح والبيان وا لاجابة على أسئلتهم وعدم تنفيرهم باستغراب ذاك تحت عنوان عيب ولا يليق!! وإنما ينبغي تعليمهم ذلك كما أمر ا لله ورسوله لشِدة حاجتهم الدينية والدنيوية لمعرفة معنى ذلك كالحيض وآ لامه وكيفية التطهر والتعامل معه ونحو ذلك وبيان ما يحل ويحرم، وهكذا معنى ا لاحتلام وكيف يحدث؛ لكي ُيجنب الولد ا لمعلومات الخاطئة والتي ربما تلقفوها من جهات تفسده وتضر بصحته بل ربما هددت حياته للخطر وا لابتزاز كما يحدث عبر شبكات النت.

٢- الحلم والصبر عليهم في هذه ا لم رحلة، والحذر من التهور وضيق ا لأفق فإن الصبر ضياء، وعدم تعجل الثمرة فإ ّن ذلك يفسدها كما تعجل تجار الخضار بتهجينها حتى بات سموماً أهلكت الحرث والنسل طلباً للمال باستعجال الثمار التي تسممت وسممت البشر.

٣-الرفقبهم،والحذرمنالشدةوالعنف،وانماینبغيأن ُيسلك معھم طريق الرفق والأناة فعندها يحصد ا لآباء الأمھات – بإذن الله – ثمار ذلك الخير الذي غرسوه فيهم في أصعب مرحلة يمر بها ا لأبناء والبنات، وفي ذلك يرشدنا رسولنا الكريم فيقول:) إ ّن ا لله رفيق ُيحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف(، وقال:) ما وضع الرفق في شيء إ ّلا زانه وما نُزع من شيء إ ّلا شانه( شانه: أي أفسده، وقبل العلم والحلم والرفق؛ الحرص على الدعاء لهم لا عليهم فقد يوافق ساعة إجابة فتصيبهم. هذا وا لله ا لموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.

كتبھ/ راجي عفو ربّھ ریاض بن عبد الكریم البصري

٢٠٢١/١١/٤

End of content

End of content